وقفة عند دلالات: (الفوز المبين) و(الفوز الكبير) و(الفوز العظيم) في القرآن الكريم...
وقفة
عند دلالات: (الفوز المبين) و(الفوز الكبير) و(الفوز العظيم) في القرآن الكريم...
=================
استخدم
سبحانه وتعالى في آيات القرآن المصطلحات الثلاث السابقة... وكلنا يعلم أن اختلاف
المفردات المتقاربة في المعنى يحمل اختلافات في دلالاتها...
سنحاول
البحث عن دلالة كل مصطلح بحسب السياق الذي ورد فيه...
لنعود
إلى معاجم اللغة لنحاول معرفة الاختلافات في معانيها:
المبين:
الواضح... ظاهر...الجلي... لا غبار عليه...
الكبير:
عالي الشأن... ذو مكانة عالية... عظيم...
عظيم:
هائل... كبير القدر... ضخم...
ونجد
وضوحا لمعنى مبين فهو الظاهر... الواضح... الجلي... بينما هناك تداخل بين معنيي
كبير وعظيم... ونعتقد أن الكبير في العدد فهو يتناول الناحية الكمية... بينما
العظيم يتناول الكيفية: الهيئة والمكانة
أما
المفسرون فلم يتناول جلهم الفرق في دلالة هذه المصطلحات واكتفوا بذكر المصطلح...
لكننا
نجد اثنين من أهل اللغة حاولا الربط بينهما من حيث المعنى...
1- (د. أحمد الكبيسي): يرى أن:
الفوز
المبين يشير إلى فوز واضح أمام الأشهاد...
الفوز
الكبير... فوز يتعلق بالكم... أي عطاء غير محدود...
الفوز
العظيم يتعلق بالكيف والمكانة... درجة أعلى في الجنة...
2- د. فاضل
السامرائي: يرى أن الفوز المبين أقل درجة من الفوز الكبير وهذا أقل درجة من الفوز
العظيم...
ويرى
أن الفوز المبين يأتي في أمرين...
أ) صرف العذاب
"دون ذكر الجنة أو الدخول فيها"...
(قُلْ
إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ
يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) الأنعام)
ب) الإدخال في رحمته "دون ذكر الجنة أو ذكر الدخول
فيها"...
(فَأَمَّا
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ
ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) (الجاثية)
وأن (الفوز
الكبير) يزيد على (الفوز المبين) في الجزاء... بذكر (الجنات التي تجري من تحتها
الأنهار)...
(إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) (البروج)
أما
الفوز العظيم فقد زاد على الفوز الكبير (جنات
تجري من تحتها الأنهار) بـ
1- (خالدين فيها أبداً...)
تِلْكَ
حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {النساء/13}
2- خالدين فيها أبداً... ورضي الله عنهم ورضوا عنه)
قَالَ
اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ
عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {المائدة/119}
3-
خالدين فيها أبداً... ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان
من الله أكبر...)
وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ
عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {التوبة/72}
4-
جنات
عدن لهم ولمن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريتهم... ووقايتهم من السيئات)
(رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي
وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ
أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ
يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) غافر)
وأرى أن
الفوز المبين الذي رأى د. فاضل السامرائي أن الجنة لم تذكر فيه... أنها ذكرت
بالمعنى لا باللفظ... فمن يصرف الله عنه عذاب يوم الحساب رحمه وأدخله الجنة...
والذين
آمنوا وعملوا الصالحات أدخلهم الله في رحمته... والرحمة في الآخرة بدخول الجنة..
وأن
الفوز العظيم لا تحتوي آياته دائما على جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
و.... فقد جاء ذكر الجنة فقط في سورة التوبة 110 ( إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ
وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ
الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {التوبة/111})
كما لم يأت ذكر الجنة في قوله تعالى في سورة
يونس (الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {يونس/63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ
الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ {يونس/64})
مما
يجعل ما ذهب إليه د. فاضل السامرائي ليس مضطردا في كل المواقع التي ورد فيها الفوز
العظيم...
وأرى
أن د. أحمد الكبيسي، ود. فاضل السامرائي... قد اهتما: بالنتيجة: (الجزاء/ المكافأة)
التي حددها الله لكل فئة من المؤمنين... وارتقائها من فئة لأخرى... وتصنيف هذه
النتيجة عند رب الخلق (فوز مبين... كبير... عظيم)
فالفوز
المبين: الظاهر الواضح للجميع...
والفوز
الكبير: فوز مبين وكبير... فهو يرتقي في المكافأة إلى مكانة أعلى من مبين...
والفوز
العظيم: هو فوز مبين وكبير وعظيم... فهو يرتقي في المكافأة إلى مكانة أعلى من كبير...
فكل فوز هو فوز مبين ظاهر جلي يراه كل الناس... ثم يبدأ التخصيص بتحديد مكانة
إضافية تحدد درجة أعلى فوز مبين كبير... أو فوز مبين كبير عظيم...
ولم يلتفتا
إلى أن الجزاء لا يعطى إلا لمن كلف بمهمات وأحسن القيام بها وأداها أداء أرضى الله
سبحانه وتعالى... فكانت المكافأة وكانت درجتها (الفوز المبين... أو الكبير... أو
العظيم). تتناسب مع صعوبة المهمة أو الابتلاء ودرجة الإتقان وكم التضحية التي
سيقدمها المؤمن ليرتقي عند ربه درجات...
لذا
كان الأجدر ـ بحسب رأيي ـ البحث عن هذه الأوامر والنواهي والمهمات ومحاولة ربطها
بنوع المكافأة التي منحها الله سبحانه لكل فئة...
وهذا
ما اجتهدنا في الوصول إليها وربطها من خلال سياق الآيات التي وردت فيها كل مكافأة...
أولا:
الفوز المبين: استخدم سبحانه وتعالى (الفوز المبين) في
موقعين: قال تعالى:
1- قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ
وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ {الأنعام/14} قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ
رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ {الأنعام/15} مَّن يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ
رَحِمَهُ وَذَلِكَ (الْفَوْزُ الْمُبِينُ) {الأنعام/16}
يحاجج
رسول الله صلى الله عليه وسلم الكافرين
بأحقية الله بالعبادة... فهو خالق السماوات والأرض... الرازق المعطي... فلن يتخذ
غير الله وليًّا... ويبين أن الله أمره أن يكون أول من يسلم ولا يشرك بربه أحدا...
فعذاب من عصي ربه عذاب لا قبل لأحد به...
وينتقل
إلى معنى عام واسع أو لنقل إلى مبدأ: الفائز الحقيقي من يرحمه الله يوم الحساب
وينجيه من عذابه... فالله سبحانه لم يحدد درجة الإيمان ودرجته في الجنة... فالحد
الأدنى من الجنة أن يبعده عن النار... واختار سبحانه أقل درجات الفوز مكانة حتى لا
تكون الدرجات الأعلى حجة... فالفوز المبين يجمع كل الفئات ويقل عدد من يكتب اللهم
مكانا أعلى كلما كان الإيمان أعمق والعمل الصالح أشد أثرا لينتقل الفائزون من
الفوز المبين إلى (الفوز الكبير) أو (الفوز
العظيم).
المهمة
التي على العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
الإيمان
بالله الخالق المعطي الرحمن الرحيم، وعدم معصيته
|
يصرف
الله عنه عذاب يوم الحساب...
|
الفوز
المبين
|
وجاء في الموقع الثاني قوله تعالى:
2- فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ
فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ {الجاثية/30} وَأَمَّا الَّذِينَ
كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ
قَوْمًا مُّجْرِمِينَ {الجاثية/31}
يقارن سبحانه وتعالى بين حال عبيده يوم الحساب والجزاء...
فهم فئتان... فئة آمنت بربها وعملت الصالحات... يدخلها الله في رحمته ويكتب لها
الجنة... وفئة استكبرت وأبت فخرجت من رحمة الله...
فالآيتان لا تتحدثان عن تفاصيل المهمات وثقلها على المؤمن وما
تحمل من تحديات ودرجة إنجازها ونوعيته... بل عن الالتزام بما أمر الله أو
الاستكبار والبغي...
المهمة
التي على العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
الإيمان
بالله والعمل الصالح
|
الدخول
في رحمة الله... وجنته
|
الفوز
المبين
|
================
ثانيا:
الفوز الكبير: جاء ذلك في موقع واحد... في قوله تعالى:
إِنَّ
الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ
عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ {البروج/10} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ
الْفَوْزُ الْكَبِيرُ {البروج/11}...
تتحدث
الآيتان السابقتان عن فئتين من عباد الله فئة فتنت المؤمنين لتبعدهم عن عبادة الله
سبحانه وتعالى فلها عذاب الجحيم... وفئة آمنت بربها وعملت صالحا فيكافئها الله
بجنات تجري تحتها الأنهار...
الآية
الأولى تشير إلى أن المؤمنين تعرضوا للفتنة... ولم تبين هل استجاب المؤمنون للفتنة
أم تصدوا لها وهزموها...
وإذا
كانت الآية الأولى تتحدث عن الكفار والمشركين وما ينتظرهم من عذاب... فالآية
الثانية تتحدث عمن يقابلهم من الذين آمنوا وعملوا الصالحات... فجزاؤهم يغاير جزاء
الفئة الأولى... فهؤلاء لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها... فما يحدث
هنا مقارنة بين فئتين... ولهذا كان جزاء هذه الفئة أعلى من الفئة الأولى ففازت (الفوز
الكبير)
المهمة
التي على العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
الإيمان
بالله ومقاومة الفتنة والعمل الصالح
|
جنات
تجري من تحتها الأنهار
|
الفوز
الكبير
|
================
ثالثا:
الفوز العظيم:
ورد
مصطلح (الفوز العظيم) في القرآن الكريم ثلاث عشرة مرة ومرتين (فوزا عظيما)...
يقول سبحانه وتعالى في سورة النساء:
1. تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
{النساء/13}
يتحدث
سبحانه في الآيات السابقة على هذه الآية عن توزيع الميراث بين الوارثين ونصيب كل وارث...
وهو عمل لا يؤديه الكثيرون كما أمر الخالق... والعدل في التوزيع حد من حدود الله فمن
التزم به كوفئ بجنات تحري من تحتها الأنهار وفاز فوزا عظيما...
المهمة التي على
العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
التزام
حدود الله بالعدل في توزيع الميراث
|
جنات تجري
من تحتها الأنهار خالدين فيها
|
الفوز
العظيم
|
1.
قَالَ
اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ
عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {المائدة/119}
تتحدث
الآيات السابقات على هذه الآية عن زعم الذين أشركوا بالله أن عيسى عليه السلام ابن
الله فعبدوه كما عبدوا الله سبحانه وتعالى... بينما تمسك المؤمنون بوحدانية الخالق
وصدقوا ما جاء به نبيهم...
المهمة التي على
العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
الإيمان
بالله أحد... وبأن
عيسى نبي
وليس ابن الله... تصديق ما جاء به الأنبياء والالتزام به
|
جنات تجري
من تحتها الأنهار
خالدين
فيها
|
الفوز
العظيم
|
2. وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ
عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {التوبة/72}
تتحدث
الآيات السابقات على هذه الآية عن طلب الله من عباده استرجاع قصص الأقوام السابقة
التي كذبت بالله ورسله... وما حل بها من عقاب...
ثم
وصف حال المؤمنين والمؤمنات في تعاملهم (تعاضد... أمر بالمعروف
نهي عن المنكر... إقامة الصلاة... إيتاء الزكاة... طاعة الله ورسوله)
المهمة التي على
العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
الاتعاظ
من الأقوام السابقة.. عبادة الله وعدم الشرك به وحسن التعامل مع المؤمنين
|
جنات تجري
من تحتها الأنهار
خالدين
فيها/ مساكن طيبة في جنات عدن / رضوان الله
|
الفوز
العظيم
|
3.
وَالَّذِينَ
آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ
وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {التوبة/88} أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {التوبة/89}
تتحدث الآيات السابقة على هذه الآيات عن المنافقين الذين
يعدون الرسول بالجهاد في سبيل الله ثم يتخاذلون ويرفضون المشاركة بادعاءات
باطلة... بينما يلتزم الذين آمنوا بإطاعة الله ورسوله والتضحية بالنفس والمال نصرة
للدين
المهمة التي على العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
عدم الشرك
بالله ونصرة دينه قتال الكافرين
التضحية بالأنفس والأموال
|
لهم خيرات
الدنيا... وفي الآخرة جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
|
الفوز
العظيم
|
4. وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ
عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {التوبة/100}
يتحدث
سبحانه وتعالى في الآيات السابقة على هذه الآية عن المنافقين الذين يتخلفون عن
القتال ويدعون كذبا أنهم فقراء لا يجدون ما ينفقونه على أسرهم... فإذا شعروا
بابتعاد المؤمنين عنهم أقسموا كذبا لنيل رضى الرسول والمؤمنين... وكذلك الأعراب
أشد نفاقا... إلا من رحم ربي منهم... بينما يسارع السابقون الأولون من المهاجرين
والأنصار ومن سار على هديهم إلى طاعة الله والإحسان والذود عن دين الله... فأولئك
لهم الجنة...
المهمة التي على
العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
السبق
للإيمان... السير على نهج الأولين... التعامل بإحسان السعي لمرضاة الله...
الذود عن
دين الله بالمال
والنفس
|
لهم في
الآخرة جنات تجري
من تحتها الأنهار خالدين فيها
|
الفوز
العظيم
|
5.
إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ
وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ
وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ
وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم
بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {التوبة/111}
تتحدث
الآية عن بيعة العقبة التي تعهد فيها المؤمنون بإنفاق أموالهم وأنفسهم نصرة للدين
الإلهي وتعهد لهم رسول الله أن التزامهم بما عاهدوا الله يقابله الجنة... سواء
قتلوا في معارك الدفاع عن الدين أو بقوا أحياء...
المهمة التي على
العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
المحافظة
على العهد... الجهاد بالمال والأنفس نصرة للدين والحق
|
وعد الله
لهم بالجنة
|
الفوز
العظيم
|
6.
الَّذِينَ
آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ {يونس/63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا
وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
{يونس/64}
يتحدث
سبحانه وتعالى في الآيتين عن الفئة التي آمنت واتقت... الإيمان بأركانه الستة...
والتقوى أن يرى الله المؤمن حيث أمره وألا يراه حيث نهاه... وهما معنيان يشملان كل
الإيمان وما يرافقه من عمل صالح... بشر الله هذه الفئة بجزاءين... جزاء الدنيا وحسن
جزاء الآخرة...
المهمة التي على
العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
الإيمان الصادق
وتقوى الله
|
جزاء الدنيا
وحسن جزاء الآخرة
|
الفوز
العظيم
|
7.
َيا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا {الأحزاب/70} يُصْلِحْ
لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا {الأحزاب/71}
يوجه
الله سبحانه الذين آمنوا إلى تقوى الله والتفكير ليكون قولهم سديدا... فيكافئهم
بإصلاح أعمالهم وغفران ذنوبهم... ويبين لهم أن الفوز العظيم نتاج طاعة الله
والرسول...
المهمة التي على
العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
طاعة الله
ورسوله وما ينتج عنها من تقوى الله وسداد القول...
|
إصلاح
الأعمال وغفران الذنوب
|
الفوز
العظيم
|
8.
قَالَ
قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ {الصافات/51} يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ
الْمُصَدِّقِينَ {الصافات/52} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا
لَمَدِينُونَ {الصافات/53} قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ {الصافات/54} فَاطَّلَعَ
فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ {الصافات/55} قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ
{الصافات/56} وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ {الصافات/57}
أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ {الصافات/58} إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ
بِمُعَذَّبِينَ {الصافات/59} إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {الصافات/60}
تتحدث الآيات عن محاججة الكفار للمؤمنين ليرتدوا عن دينهم...
زاعمين ألا حياة بعد الموت ولا حساب... واعتراف المؤمن بمدى تأثير الكافرين...
ولولا نعمة الله ورضاه وهداه لكان مكانه النار... والتمسك بدين الله رغم كل
المؤثرات يقابله الجنة...
المهمة
المكلف العبد بها
|
المكافأة
|
درجتها
|
صدق
الإيمان والتمسك بتعاليم الدين الإسلامي... مقاومة الشهوات ومحاولات الكفار
النيل من عزيمة المؤمنين...
|
رضا الله
والجنة
|
الفوز
العظيم
|
9.
...رَبَّنَا
وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا
سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ {غافر/7} رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ
عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ
إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {غافر/8} وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ
يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {غافر/9}
تتحدث الآيات عن دعاء الملائكة للذين تابوا وعادوا عن كفرهم
وعبدوا الله لا يشركون به... بأن يغفر لهم ويقيهم السيئات ويجمعهم بأهلهم الصالحين
في الجنة
المهمة التي على
العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
التوبة
والعودة إلى الله واتباع سبيله
|
مغفرة من
الله... وقاية الله لهم من السيئات... دخول جنات عدن... جمعهم بمن صلح من آبائهم
وأزواجهم وذريتهم...
|
الفوز
العظيم
|
10.
إِنَّ
الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ {الدخان/51} فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {الدخان/52}
يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ {الدخان/53} كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم
بِحُورٍ عِينٍ {الدخان/54} يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ {الدخان/55}
لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ
الْجَحِيمِ {الدخان/56} فَضْلًا مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {الدخان/57}
يتحدث سبحانه وتعالى في الآيات أعلاه عن جزاء المتقين...
ودرجة هذا الجزاء...
المهمة التي على العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
تقوى الله
|
الجنة...
ملابس من سندس وإستبرق... زوجات بحور عين... فواكه مما تشتهي الأنفس... وقاية من
النار
|
الفوز
العظيم
|
11.
لِيُدْخِلَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا
عَظِيمًا {الفتح/5}
تتحدث الآيات السابقة على هذه الآية عن الفتح المبين الذي
فتحه الله على نبيه... ويفسر المفسرون هذا الفتح بفتح الحديبية... ففيه فتح ومغفرة
وهداية إلى صراط الله المستقيم وسكينة على قلوب المؤمنين وزيادة في الإيمان...
وللذين بايعوا رسول الله وناصروه جنات تجري من تحتها الأنهار
المهمة التي على العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
الإيمان وتصديق
ما جاء به الله ورسوله... الإيمان بالله
قولا وعملا... والقناعة بأن الصواب ما يريده الله ورسوله
|
تكفير
السيئات... الخلود في جنات تجري من تحتها الأنهار...
|
الفوز
العظيم
|
12.
وَمَا
لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ
دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ
الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {الحديد/10} مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ
اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ {الحديد/11} َيوْمَ
تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم
بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {الحديد/12}
تتحدث الآيات التي تنتهي بالفوز العظيم عن
الإنفاق في سبيل الله... يحث الله عبيده على الإنفاق معتبرا إنفاقهم قرضا لهم
سيجزيهم عليه يوم القيامة...
المهمة
التي على العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
الإنفاق
في سبيل الله والقتال لنصرة دينه... والتصدق على المحتاجين وفي سبيل الله
|
مكانة
عالية في الجنة... تتفق ودرجة القتال والإنفاق في سبيل الله... ابتغاء وجهه
الكريم جنات تجري من تحتها الأنهار
خالدين فيها
|
الفوز
العظيم
|
13. تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ
تَعْلَمُونَ {الصف/11} يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ {الصف/12}
تدعو الآيات إلى الجهاد في سبيل الله بالأموال الأنفس...
المهمة
التي على العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
الإيمان
بالله والرسول والجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس
|
مغفرة
من الله للذنوب... جنات تجري من تحتها الأنهار... مساكن طيبة
|
الفوز
العظيم
|
14.
يَوْمَ
يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ
وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
{التغابن/9}
المهمة
التي على العبد تأديتها
|
المكافأة
|
درجتها
|
الإيمان
بالله والرسول والكتاب المنزل من السماء والعمل بما جاء به كتاب الله
|
تكفير
السيئات... دخول جنات تجري من تحتها الأنهار
خالدين
فيها أبدا
|
الفوز
العظيم
|
وعليه
فإن استخدام الفوز المبين أو الفوز الكبير أو الفوز العظيم لا ترتبط بالمكافأة
فقط... بل ارتباطها بالمهمة التي كلف المؤمن بها... ودرجة الابتلاء فيها والتضحية
التي يقدمها المرؤ في سبيل الله وتصديقا لرسوله وعملا بما جاء في كتابه الحكيم...
فكلما
كانت المهمة صعوبة وأمام تحقيقها عقبات داخلية كالشهوة أو خارجية التعرض للكفار
والتضحية في سبيل الله بالمال والنفس...وكلما كانت تأديتها بصورة مثلى ارتقت
المكافأة وبالتالي درجة التصنيف..
تعليقات
إرسال تعليق